الرسام وحيد نجيب قصة مستعجل ع الآخر


الرسام وحيد نجيب قصة مستعجل ع الآخر 

         ( قصة قصيرة)


حدثت أحداث هذه القصة في نهار شهر رمضان ٢٠٢٣ بعد العصر بساعة تقريبا ؛ وتبدأ الأحداث في الموقف العام لنقل السيارات الأجرة والمشهد لميكروباص نقل عام وهو يستعد لتحميل الركاب ويبدأ السائق والذي يبدو في الأربعينات  من العمر ولطيف الشكل نسبيا بالصياح وهو يدعو الركاب للمنطقة التي ينقل الركاب إليها..

ويبدأ الركاب في الوفود إلي السيارة وهم يتساءلون هل سيذهب لمكان ما أو عند كوبري كذا أو هيعدي من كذا ..وبعد حوالي نصف ساعة تقريبا أتي هذا الشاب ويبدو عليه لطيفا ونظر إلي السيارة حيث كان مازال العدد لم يكتمل ويتبقي حوالي ستة ركاب وقف بجانب السيارة في أماكن الإنتظار المخصصة وهو يجري مكالمة ويحمل الكثير من الأكياس البلاستيك التي بها بعض المشتريات وهو يقول:

الشاب عماد/ أيوة ياماما أنا هركب أهوه من الموقف وجاي في الطريق ، لحظات يعني ساعة كدا ولا حاجة أنا اشتريت كل حاجة ..

الأم سلوي/ طيب ما تتأخرشي ياعماد لحسن الضيوف جايين وأنا جهزت المشروبات وهستني تجيب باقي الأكل معاك سخن وأنت جاي للضيوف..

الشاب عماد/ أول ماهوصل هجيب طاجن اللحمة بالبطاطس والعيش باللحمة الحواوشي يعني والفراخ المشوية ذي رمضان إلي فات علشان خالتي  واولادها عجبهم أوي الأكل بتاع المطعم ده ووصوني لما ييجوا أجبلهم الأكل ده ؛ وأنا عقبال ما أوصل هيبقي الأكل سخن بدل ماتسخني وتتعبي نفسك ياماما…

الأم سلوي/ طيب ياحبيبي وأنا عملت كمان محاشي وسلطة بطاطس وبذنجان بابا غنوج وسلطة وطحينة ومخللات ؛ علشان عزة بنت خالتك قالتلي نفسها في المحشي من إيديا الفلفل والبصل قولت أعمل كل المحاشي بقي بالمرة.. 

الشاب عماد/ آه أنا نفسي أشوف عزة أوي أوي وولاد خالي وحشوني أوي بقالنا سنة مشوفناش بعض….

الأم سلوي/ طيب  ما تتأخرشي ياحبيبي يلا تعالي بسرعة..

الشاب عماد/ العربية بس بتحمل وهاجي علي طول يالا عايزة حاجة تاني لحسن الموبايل هيفصل شحن شكله كدا..

الأم سلوي/ لاياحبيبي خلاص مش هكلمك تاني إلا لما توصل أنت وتطمني علشان أجهز السفرة..

الشاب عماد/ ماشي يلا مع السلامة…

( وبدءوا في الركوب بعد إلقاء السلام علي الركاب والرد منهم ، وهكذا ركب عماد ، وبدأ السائق في إدارة موتور سيارته استعدادا لنقل الركاب وهو يقول )

السائق/ كل سنة وأنتم طيبين ياجماعة ورمضان كريم والفاتحة للنبي ،( وبدء جميع الركاب يرددون وأنت طيب ي أسطى وبدءوا قراءة الفاتحة في سرهم ،

وبدء كل راكب في الكرسي يتحدث مع الراكب الآخر بجانبه وكأنه يعرفه من زمن وكانت الأحاديث دائما عن الطقس أو الوقت أو السياسة أو الأوضاع أو ظروف شهر رمضان هذا العام أو الظروف العامة وكل شخص وطبيعته من يتحدث ببساطة ومن يتحدث بفكاهة وكوميدية ومن يتحدث بسخرية ومن يتحدث بجدية ومن يتحدث بعصبية ، كل علي حسب ظروفه، وفي منتصف الطريق تقريبا وفي منطقة شبه مقطوعة عبارة عن كباري حدثت فرقعة كبيرة ورجرجة ووقف السائق وقالوا الكاويتش فرقع ومفيش استبن وبدءوا كل شخص يتكلم عن الوضع ؛ هنعمل إيه واللوم علي السائق ؛ مش كنت تخلي استبن معاك يا أسطي؛ أتصل بحد يجبلك استبن يا أسطي ..؛ مفيش حد قريب من هنا يا أسطي ..؛ مفيش حد يديلك استبن يا أسطي من الموقف ولا حاجة تتصل بيه…كان كل راكب بكلمته وسؤاله عن تعطيل الحال وسوء تقديم الخدمة..؛ والجميع تأكدوا أنه مفيش حل وبدءوا كل واحد من الركاب يتصل ب أقاربه ليطمئنهم علي الوضع ويصف لهم الوضع واتصل عماد بوالدته وقال لها الوضع ويتصرفوا في الفطار وكان لايتبقي علي مدفع الإفطار إلا نصف ساعة تقريبا ولايوجد ولا شخص في هذا المكان ولا محل فاتح ولا أي شىء ولا جوامع والسيارات حركتها أقل جدا ممايتخيل أحد، ورسي الأمر علي أنهم يجلسون علي الكوبري ويخرجون الطعام الذي يحملونهم ويفطرون فطور جماعي في الشارع ، واحضروا للسائق بعض الطعام ولحسن الحظ كانت إمرأة تحمل معها طعام لعائلتها وكذلك آخر يحمل طعام لأسرته وآخر يحمل بعض الفواكه وأسروا أن يفطرالجميع وبعد لحظات وقف سائق ولكنه مختلف وكان أحد الركاب معه بعض الطعام ورأي هذا المشهد وأصر أن يعطي لهم طعام كان كثيرا بعض الشىء وماء وعصائر وتمر ورحل ؛ وبدءوا يفرشون في الطريق علي الجانب الرملي بعيدا عن الأسفلت ويتناولون الفطار وكأنهم أسرة كبيرة واحدة تفطر في الهواء الطلق وبدأ أحدهم بتشغيل الأغاني والمحويات من الإنترنت ويضحكون وبدء كل واحد يتعرف علي الآخر وأنت منين وهات رقمك وصفحتك علي الفيس أو الإيميل بتاعك خلاص بقينا صحاب هههههه،وأصبحوا شبه أسرة واحدة ، وكانت هذه المرأة التي معها الطعام لأسرتها بدينة بعض الشىء ولكنها خفيفة ومرحة وقالت:

فوزية/ شوفتو أهو جوزي إمبارح عازم ولاد عمته وعمته وأخوه وأخته ، سلفتي يعني وعيالهم وقولتلوا أنا هجيب الفطار معايا والبيت هناك مفيهوش أي حاجة يعملوها وأهو نصيبنا أحنا بقي نأكل الأكل ده وهما خليهم يكلوا بعض والله العظيم أنا مكنتش راضية أبدا علي العزومة دي مبقبلهومشي لله في الله وكل مايزرونا تحصل لنا مصيبة ولابطيقهم أبدا ياساتر ، وكل مايجوا يزورونا لابد تحصل لنا نصيبة عندنا ولابد نتعارك والسنة إلي فاتت كانت هتوصل للطلاق وإلي قبلها البيت كله ولع في رمضان..

عماد/ لأ كدا أحسن من الطلاق يا أختي يافوزية برضوا ههههه

وظلوا يضحكون وكل واحد بكلمة يطيب خاطر أخته فوزية ….

عماد/ وأنا كان عندنا ضيوف وكنت هموت واشوفهم من سنة كاملة مشوفتهمشي و آدي الظروف أقوي مننا وكنت مستعجل جدا علشان اشوفهم ، صحيح يامستعجل عطلك الله، 

_ حد عايز يتصل بأهله ولا بحد ياجماعة ومعهوش شحن ياخد التيليفون يطمن أهله…( قالها أحد الركاب)

أحد الركاب رد/ لا ..لا.. ياخويا بلا قرف  مش عايزين نشوف حد ياريت نخلينا هنا للسحور.




تعليقات

  1. قصة جميلة جدا وموقف بسيط لكنه له دلالات كتيرة جدا وغني جدا بالمشاعر المؤثرة في النفس، وفعلا بيعجبني جدا الأسلوب ده في الكتابة أسلوب جميل جدا وتلقائي وأكثر ثراءا بالوصف الجميل البسيط التلقائي ب أقل المعاني والألفاظ وأسلوب الحكي الأكثر صدقا من الواقعية التلقائية باللهجة المصرية للجيل الحالي ، عمل متميز فعلا.
    ......

    ردحذف
  2. قصة جميلة جدا جدا وبجد أسلوب الكتابة تخليك تعيش فعلا مع الحدث بكل تفاصيله ومشاعره...

    ردحذف

إرسال تعليق