الرسام وحيد نجيب قصة وحيد في إسرائيل ٤


 الرسام وحيد نجيب قصة وحيد في إسرائيل ٤

               ( الفصل الرابع )

سكت وحيد طوال قراءة الجواب في سره وبدون صوت ولكن ظهر علي وجهه مشاعر تؤكد خيبة الأمل مع خفقان القلب الذي يؤكد له أنه فقد حبيبته وراح يطوي الجواب كما كان وينظر لجاد وهو يقول له في صرامة شديدة:

وحيد/ الأمور تسوء أكثر وأكثر ياجاد بعد الأمل خيبة أمل كبيرة..

جاد/ قاطعه قائلا إيه إلي حصل ..فيه إيه..بالظبط ..فهمني الموضوع..

وحيد/ في الجواب نسرين مقالتش أي حاجة عن موطنها إسرائيل؛ كل إلي قالته إن الوقت إلي مر علي صداقتنا كان لطيف جدا ، وأنها ستتذكرني بكل خير في كل وقت وأن حدث ظروف عائلية جعلتها تسافر وياريت محاولشي أبحث عنها لأني هتعب نفسي بدون فائدة  ووقت ماهيوصلني الجواب هتكون خارج مصر خالص ؛ شوفت ياجاد قد إيه تفكيرها سطحي مجرد كلام بعيد عن المشاعر بتحاول تكذب وتداري الحقيقة ، أنا حبيتها من كل قلبي حب لايعرف وطن ولا دين ولا جنس ، حب مشاعر صادقة؛ لقيت فيها معني الوجود ، شعرت بكياني بيكمل بمشاعر قلب تاني بيكمل دقاته؛ كنت كل ما أشوفها أحس أن الدنيا كلها سعادة وفرح وشوق وحب ، عينيها كانت دنيا بتحضني وتطير بيا في عالم تاني عالم كله أماني سعيدة وأحلام جميلة، مفيش شىء في الدنيا هيمنعني عنها أنا طول ما مشاعري صادقة لايمكن أستسلم لأي مشاعر تانية أبدا، انا معرفشي الوطن في الحب ولا أعرف الدين في الحب ولا الجنس في الحب ولا أعرف أي شىء إلا المشاعر المتوافقة مع بعضها، حبي لها تخطي كل الحدود ولازم يكمل ، أنا هسافر إسرائيل وهدور عليها في كل مكان ولازم الاقيها ..

جاد/ (قاطعه) إسرائيل إيه ياوحيد أنت مش عارف أن الوضع هناك مش آمن…

وحيد/ وليه يكون مصيرها هي تعيش في مكان مش آمن وليه الحياة تفرض علي إنسان يتعذب في ظروف مش بقيده ..وإيه ذنب أي مواطن إسرائيلي سواء رجل أو إمرأة أو طفل أو طفلة أو عجوز أنه يعيش طوال حياته في خوف وعذاب وتهديد لأمنه وأمانه ، ليه يكون مكتوب عليها أنها تتعذب في طفولتها وتيجي مصر وتعيش في أمان وسلام وفي نفس الوقت يعيش أهلها في خوف وألم، فين العدالة الوجودية في الحق في الحياة، الأمن لكل إنسان، علشان إيه الحروب والدمار وهيستفيدوا إيه،إيه إلي هيخدوه من كل إلي بيحصل الدنيا كلها متساويين ، ظفر واحد من سيرين ولا دمعة من سيرين ولا لحظة ألم أو فراق تعيشها سيرين، ليه يكون مكتوب علي إنسان يعيش طوال حياته في خوف وألم وعذاب وصمت وتهميش علشان ظروف مش بقيده وانفرضت عليه ، ليه تتسوء سمعة دول ويتشوه أهلها ةلمصلحة مين ، مفكرشي كل مريض نفسي بيشوه صورة دولة علشان الناس تشتري الصحف أو تتابع الأخبار والإعلام أو يزود مشاهداته ، إيه مشاعر المواطن إلي من دولة ذي إسرائيل وهو خايف يقول للعالم أنا إسرائيلي علشان مصالح وناس بتكسب من الحروب للبترول والسلاح وتمويل ذلك وغيره وتاجر في البشر وتستغلهم أسوأ الاستغلال، وناس كل هدفها تشويه صورة دول وأديان؛ مين هيصدق حد بالشكل ده بعد كدا، إنسان بيصنع الإرهاب ،ويضلل الحقائق علشان مصالح، وإنسان يعيش حياته كلها متغرب حتي وهو في وطنه ومتغرب وخايف طول الوقت وصامت وحزين ، هي دي عدالة الدول إلي بتتكلم عن حقوق الإنسان والإنسانية. 

تعليقات

  1. قصة جميلة جدا بكل معاني الكلمة وحوار رائع جدا مهم للغاية كل كلمة فيه بتعبر عن مشاعر إنسانية حقيقي مهمة جدا وفي أمس الحاجة لمعرفتها وفهمها جيدا ، والوصف في منتهي الإبداع والجمال .

    ردحذف

إرسال تعليق